ذكرى ظهور فريدي أدو- بداية نجم أمريكي وتحديات الشهرة المبكرة

المؤلف: توم هندل09.07.2025
ذكرى ظهور فريدي أدو- بداية نجم أمريكي وتحديات الشهرة المبكرة

ممّا يُـنسى بسهولة - على الأقلّ من قِـبل هذا الجيل - مدى أهمّـيّة فريدي أدو في مشهد كرة القدم الأمريكيّـة. ها هو مراهقٌ يتمّ مقارنته بـ "بيليه"، ويتمّ التسويق له على أنّه الأمل الكبير القادم للدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) ولكرة القدم في الولايات المتّـحدة.

لم يكن على عالم الرياضة أن ينتظر طويلاً حتّى تحين اللحظة. ظهر أدو لأوّل مرّةٍ في مباراة فريق "دي سي يونايتد" الأولى في الموسم، حيث نزل من مقعد البدلاء في فوز "الأحمر والأسود" بنتيجة 2-1.

وهكذا وُهِـبت الحياة لِـ "ظاهرة"، في عالمٍ ما قبل تجميعات "يوتيوب"، وكشّـافة "تويتر"، وحتّى إمكانيّـة الوصول العالميّ إلى الرياضة. اتّجهت جميع الأنظار إلى فتىً يبلغ من العمر 14 عامًا لم يكن مستعدّاً على الإطلاق لِـ "حجم" اللحظة التي أُلقيت عليه.

ومع ذلك، كانت لحظةً بارزةً في كرة القدم الأمريكيّـة، حيث حصل المشجّعون في البلاد على نظرةٍ أولى للاعبٍ سيُـحدّد اللعبة في أمريكا الشماليّـة. يلقي موقع GOAL نظرةً على تلك اللحظة التي لا تُـنسى قبل 20 عامًا في أحدث إصدارٍ من سلسلة "ذكريات يوم الخميس".

ماذا حدث؟

في الدقيقة 61 من مباراة افتتاح موسم "دي سي يونايتد" التي فاز فيها على "سان خوسيه" في 3 أبريل 2004 على ملعب "آر إف كيه" المكتظّ بشكلٍ غير معهود، تحرّر أدو النحيل البالغ من العمر 14 عاماً على خطّ التماس. ركض "أليكو إسكندريان" - الذي سجّـل الهدف الثاني الحاسم في الشوط الأوّل - خارج أرض الملعب وعانق بحرارة هذا الشابّ المراهق الذي حظي بالكثير من الضجّـة، ليصبح واحداً من أهمّ التبديلات في مباراةٍ في الرياضة الأمريكيّـة.

شارك أدو بشكلٍ صحيح للمرّة الأولى في الدقيقة 66. نهض الجمهور على أقدامه. اقترب أدو من منحهم شيئاً يصرخون من أجله، كلّ ذلك في ثلاث لمسات. اللمسة الأولى سيطرت على تمريرة، والثانية أخرجت الكرة من قدميه، والثالثة لعبت كرةً موزونةً تمامًا إلى الجناح "ديما كوفالينكو". لو كانت هناك عرضيّة أفضل منه إلى مهاجمٍ مفتوحٍ على نطاقٍ واسع، لَـحصل أدو على تمريرة ما قبل التمريرة الحاسمة في ظهوره الاحترافيّ الأوّل.

شارك المراهق بشكلٍ متقطّـع فيما تبقى من المباراة. لم يتمّ احتساب أخفّ صرخات المطالبة بركلة جزاء لصالحه في الدقيقة 84. وبشكلٍ عام، كان ظهوره الأول مقبولًا، لكنّه لم ينجح في إحداث تأثير.

Adu Pele

لماذا كان الأمر مهمّـاً

من أين نبدأ؟ في عمر 14 عاماً و 306 أيام، أصبح أدو أصغر لاعبٍ في ذلك الوقت يظهر لأوّل مرّةٍ في أيّ رياضةٍ احترافيّة في الولايات المتّـحدة. سيصبح لاحقًا أصغر هدّاف في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، وأصغر لاعبٍ يظهر لأوّل مرّةٍ مع منتخب الولايات المتّـحدة.

لكنّ ذلك اليوم، وتلك المشاركة القصيرة، كان لها تأثيرٌ أكبر بكثير على الرياضة في الولايات المتّـحدة. أصبح أدو منجماً ذهبياً للتسويق للدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) ومختلف العلامات التجاريّـة التي ارتبط بها.

ظهر أدو بالفعل في برنامج "Late Night with David Letterman" وتحدّث عن طموحاته في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. سواء كان ذلك قد ساهم في نهاية المطاف في عدم الارتقاء إلى مستوى الضجّـة الكبيرة التي أُثيرت حوله أم لا، فإنّ ذلك أمرٌ قابلٌ للنقاش، لكن كان من المثير في ذلك الوقت تصوّر ما يمكن أن يكون عليه الأمر.

ممّن كانوا هناك

روى "راي هدسون"، مدرب "دي سي يونايتد" في ذلك الوقت، محاولته إبعاد أدو عن دائرة الضوء، قائلاً في مقابلة مع صحيفة "The Guardian": "كان بمثابة نسمة هواءٍ منعشة. لم يكن من النوع المتفاخر؛ بل كان خجولاً بعض الشيء إن صحّ القول. لكن كانت لديه هذه الشخصيّة الرائعة. كان يتمتّع بثقةٍ شديدةٍ بالكرة، مع قدرةٍ حادّة حقيقيّـة. كانت لمسته الأولى والسيطرة جيّـدة للغاية. لم يكن يتوسّع بشكلٍ خاص في الأيّـام التي رأيته فيها. لم يكن الأمر وكأنّـك تشاهد "ميسي" الجديد. لم يكن الأمر وكأنّـه يتجاوز اثنين أو ثلاثة لاعبين. لم يحاول فعل ذلك."

استذكر أدو نفسه لاحقاً الشهرة في مقابلةٍ مع شبكة "CBS": "كان الحلم دائمًا هو أن أصبح لاعب كرة قدم محترفًا. لقد حقّقت ذلك في سنّ مبكّرة جدّاً، كنت أعيش الحلم، لقد أحببت ذلك... لقد كان وقتاً رائعاً."

Cavan Sullivan Philadelphia Union debut

ماذا حدث بعد ذلك

سارت الأمور بشكلٍ خاطئٍ باطّـرادٍ من هناك. تُـظهر إحصائيّـات أدو في موسمه الأوّل في الدوري الأمريكي لكرة القدم قراءةً جيّـدة؛ خمسة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في سنّ الخامسة عشرة ليس شيئاً يُـستهان به.

ولكن بعد ذلك حدثت الخطوة الأوروبيّـة، وهي الانتقال إلى "بنفيكا" في البداية، ومعه جاء السقوط من النعمة. اعترف أدو لاحقًا بأنّـه لم يبذل الجهد الذي كان يحتاجه أبدًا، وتحوّل طفلٌ معجزة من العظيم الأمريكي القادم إلى تحذير بشأن مدى سوء الأمور عندما يُـعطى اللاعب الكثير جدّاً، في سنّ مبكّرة جدّاً.

لعب أدو في نهاية المطاف لـ 15 نادياً وشارك في 17 مباراة مع المنتخب الوطني الأمريكي. سيُـتذكر دائمًا على أنّه أحد أكبر "الاحتمالات الضائعة" في تاريخ كرة القدم الأمريكيّـة.

تُـستخدم قصّة أدو أيضًا في كثير من الأحيان كواحدة من القصص التحذيريّـة لأولئك الذين في مناصب مماثلة ممّن تبعوه. يبدو أنّ "كافان سوليفان" هو التالي. لقد حطم منتج أكاديمية "فيلادلفيا يونيون" بالفعل رقم أدو القياسيّ لأصغر لاعبٍ يظهر لأوّل مرّةٍ في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، وهو متّجه إلى "مانشستر سيتي" في غضون ثلاث سنوات. قد يكون "بيليه" التالي موجودًا بالفعل هنا. من الأفضل له أن يتعلّم من دروس سابقه - بعد أكثر من 20 عامًا على ظهوره الأوّل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة